تُعرفُ البوسنة والهرسك باللغةِ الإنجليزيّة بِمُصطلح: (bosnia and herzegovina)، وهي دولةٌ أوروبيّةٌ تقعُ في الجهةِ الجنوبيّة الشرقيّة من قارّة أوروبا، وتمتدُ على منطقةٍ جغرافيّةٍ ضمنَ شبه جزيرة البلقان، وتُطلُّ البوسنة والهرسك على البحرِ الأدرياتيكيّ الذي يتّصلُ بالبحر المُتوسّط، وحصلتْ البوسنة والهرسك على استقلالها عن يوغوسلافيا في 3 آذار (مارس) عام 1992م بعد استفتاءٍ شعبيّ شارك فيه أغلب الشّعب البوسنيّ، وقد تمكّنتْ الحكومة في البوسنة والهرسك من إبرامِ مجموعةٍ من الاتّفاقيات التي تضمنُ المُحافظة على السّلام مع الدّول المُجاورة لها وخصوصاً صربيا التي رفضت قرار الاستقلال عن يوغوسلافيا.[١]
عاصمة البوسنة والهرسكتُعتبرُ مدينة سراييفو العاصمةَ السياسيّة، والإداريّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة للبوسنة والهرسك، ويوجدُ فيها مقرّ الحكومة البوسنيّة، إلى جانب العديدُ من المؤسسات الحكوميّة الأُخرى، والمباني الدُبلوماسيّة للدّولِ التي ترتبطُ مع البوسنة والهرسك بعلاقاتٍ سياسيّةٍ رسميّة، وتُعرفُ سراييفو باللغةِ الإنجليزيّة بِمُسمى (sarajevo)، وتلفظُ هذه التّسميةُ (سيراجيفو)، ويكتبُ اسم مدينة سراييفو في اللغةِ البوسنيّة كما يُكتبُ في اللغةِ الإنجليزيّة.
تتميّزُ سراييفو بكثافتها السُكانيّة المُرتفعة بين المُدن البوسنيّة؛ إذ يُشكّلُ عدد سُكّانها نسبة 10% من إجماليّ سكان البوسنة والهرسك، أما جُغرافيّاً، تُعدُّ سراييفو مِنْ أهمِ وأكبر المُدنِ في شبِهِ جزيرة البلقان، وتصلُ مساحتها الجغرافيّة إلى 141.5 كم²، وتقعُ المدينةُ في وسطِ البوسنة والهرسك من الجهة الشرقيّة، وإدارياً تتبعُ مدينةُ سراييفو إلى إقليمِ سراييفو الذي يعدُّ من أحد أهمِ الأقاليم الإداريّة، والسياسيّة الرئيسيّة في البوسنة والهرسك.[٢]
جغرافيّة البوسنة والهرسكتحدُ البوسنة والهرسك من الجهة الشرقيّة دولة صربيا، أما مِن الجهة الجنوبيّة الشرقيّة دولة الجبل الأسود، وتحدّها من الجهات الثّلاث الغربيّة، والشماليّة، والجنوبيّة دولةُ كرواتيا، والتي تشتركُ مع البحر الأدرياتيكيّ في حدودها من الجهة الجنوبيّة، وجغرافيّاً تُقسمُ البوسنة والهرسك إلى قسمين، وهما:[٣]
بعد اتّحاد البوسنة والهرسك معاً أصبحت مساحتهما الجغرافيّة المُشترَكة تصلُ إلى حوالي 19768 ميل مُربّع، والتي تعادلُ 51,197 كم²، ويُشكّلُ حوض الدّانوب جُزءاً كبيراً من أراضيها التي تحتوي أيضاً على مجموعةٍ من المُرتفعات الجبليّة، إلى جانب العديد من الأراضي المليئة بالصّخور وأنواع المعادن المُختلفة.[٣]
مُناخ البوسنة والهرسكيعتبرُ مُناخ البوسنة والهرسك موسميّاً؛ إذ يميلُ إلى البرودة الشّديدة في فصل الشّتاء، وفي فصل الصّيف تهطلُ الأمطار بكميّاتٍ مُتنوعة قبل أن تتحوّلَ حالة الطّقس العامّة إلى الدفء، ولكن قد يُصبحُ المناخ العامُ للمدينة جافّاً شتاءً، وحارّاً جدّاً صيفاً، ويصلُ مُتوسّط درجات الحرارة العامة في البوسنة والهرسك إلى ما يُقاربُ 20 درجة مئويّة.[٤]
التّركيبة السكانيّة في البوسنة والهرسكيعدُّ البوشناق من أوائل السّكان في البوسنة والهرسك، وكانوا في القرن السّابع للميلاد أكبر قوميّةٍ تعيشُ في الأراضي البوسنيّة، ولم يكونوا السُكّان الأصليين، ولكن تمكن أجدادهم الصّقالِبة من السّيطرة على الأراضي البوسنيّة بعد المُشاركة في العديد من الحروب مع الرّومان وغيرهم من الشعوب الأخرى.[٣]
في الوقت الحالي يشكلُ البوشناق (البوسنيون) نسبةَ 50% من سُكّان البوسنة والهرسك، أمّا ما تبقّى من السُكّان فهم مُوزّعون على الصّرب، والكُروات، والأقليّات الأُخرى، وتعتبرُ كلٌّ من اللّغات البوسنيّة، والكرواتيّة، والصربيّة لغاتٍ رسميّةٍ في البوسنة والهرسك، ويعتبرُ الإسلام هو الدّين الأكثر انتشاراً بين السّكان بنسبة 40%، ومن ثم المسيحيّة وبعضٌ من الدّيانات الأخرى، أما العددُ الإجمالي لسُكّان البوسنة والهرسك يصلُ إلى ما يُقاربُ 3,9 مليون نسمة.[١]
الاقتصاد في البوسنة والهرسكتتميّزُ البوسنة والهرسك بوجود العديد من الموارد الطبيعيّة في أراضيها، ممّا أدى إلى نموّها الاقتصاديّ الملحوظ، وتحتوي على احتياطٍ كبيرٍ من معدن الحديد، والفحم الحجريّ، ممّا ساهم في تطوّر كلّ من قطاعيّ التّعدين، والطّاقة التي تعتمدُ على الفحمِ في دعمِ العديد من المجالات العامة، أما قطاع الزّراعة فهو من أهمّ القطاعات الاقتصاديّة في البوسنة والهرسك؛ إذ تُنتجُ الأراضي الزراعيّة البوسنيّة العديد من أنواع الخضراوات، والفواكه، والحبوب، مثل: الكرز، والذّرة، والبطاطا، والقمح، وغيرها ممّا أدّى إلى اعتمادِ الاقتصادُ في البوسنةِ على الاهتمامِ بإنتاج الطّعام النباتيّ الطّازج والمُعلّب.
ساعد التطوّر الاقتصاديُّ الذي شهدتهُ البوسنة والهرسك في أواخر التّسعينيات من القرن العشرين للميلاد إلى تعزيزِ علاقاتها التجاريّة الخارجيّة مع العديد من دول العالم، سواءً مع الدّول العربيّة، أو في أوروبا، وتحديداً مع إيطاليا، والنّمسا، وألمانيا، وتعتمدُ البوسنة والهرسك على النّقلِ البريّ والجويّ في تصدير العديد من المُنتَجات المحليّة إلى تلك الدّول التي تُقيمُ معها علاقاتٍ اقتصاديّة.[٤]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هي عاصمة البوسنة والهرسك